* ( ياحيرة الشعر )*
من قصيدة للشاعر صقر بن سلطان القاسمي
يا حـيرة الشعر كم يلهـو برونقه *** قومٌ هم الآفة الكبرى على الأدبِ
في كل يومٍ ترى في الصحفِ أمثلةً *** مـن الطـرافةِ بـين اللهو واللعبِ
سَــدُّوا الفــراغ بـأوزانٍ ملفقةٍ *** من السخافةِ كادت تخجلُ العربي
أئمــة اللغـةِ الفصـحى وقادتـها *** ألا بـداراً فـإن الوقـتَ مـن ذهـبِ
رُدُّوا إلـى لغـةِ القـرآنِ رونقـها *** هيا إلـى نصرِها في جحفلِ لَجِبِ
*( اللغة العربية تنعى حظها )*
قصيدة للشاعر حافظ إبراهيم
رَجَعْتُ لنفسي فاتَّهَمْتُ حَصَاتي *** وناديتُ قَوْمي فاحْتَسَبْتُ حَيَاتي
رَمَوْني بعُقْمٍ في الشَّبَابِ وليتني *** عَقُمْتُ فلم أَجْـزَعْ لقَوْلِ عُدَاتي
وَلَدْتُ ولمّا لم أَجِدْ لعَرَائسي *** رِجَــالاً وَأَكْفَــاءً وَأَدْتُ بَنَــاتي
وَسِعْتُ كِتَابَ الله لَفْظَاً وغَايَةً *** وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بهِ وَعِظِاتِ
فكيفَ أَضِيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ *** وتنســيقِ أَسْــمَاءٍ لمُخْــتَرَعَاتِ
أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ *** فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي
فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني *** وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي
فلا تَكِلُوني للزَّمَانِ فإنَّني *** أَخَـافُ عَلَيْكُمْ أنْ تَحِينَ وَفَاتي
أَرَى لرِجَالِ الغَرْبِ عِزَّاً وَمِنْعَةً *** وَكَـمْ عَــزَّ أَقـْوَامٌ بعِــزِّ لُغَاتِ
أَتَوا أَهْلَهُمْ بالمُعْجزَاتِ تَفَنُّنَاً *** فَيـَا لَيْتَكُـمْ تَأْتُــــونَ بالكَلِمَـاتِ
أَيُطْرِبُكُمْ مِنْ جَانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ *** يُنَادِي بوَأْدِي فـي رَبيعِ حَيَاتي
وَلَوْ تَزْجُرُونَ الطَّيْرَ يَوْمَاً عَلِمْتُمُ *** بمـَا تَحْتَهُ مِـنْ عـَثْرَةٍ وَشَتَاتِ
سَقَى اللهُ في بَطْنِ الجَزِيرَةِ أَعْظُمَاً *** يَعــِزُّ عَلَيـْهَا أَنْ تَلـِينَ قَنـَـاتي
حَفِظْنَ وَدَادِي في البلَى وَحَفِظْتُهُ *** لَهـُنَّ بقَلـْـبٍ دَائِـمِ الحَسَــرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ ، وَالشَّرْقُ مُطْرِقٌ *** حَيَـاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِرَاتِ
أَرَى كُلَّ يَوْمٍ بالجَرَائِدِ مَزْلَقَاً *** مــِنَ القـَبْرِ يُدْنيني بغَــيْرِ أَنَاةِ
وَأَسْمَعُ للكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً *** فَأَعْــلَمُ أنَّ الصَّـائِحِـينَ نُعَـاتي
أَيَهْجُرُني قَوْمي عَفَا اللهُ عَنْهُمُ *** إِلَــى لُغَـــةٍ لـم تَتَّصِـلْ بـرُوَاةِ
سَرَتْ لُوثَةُ الإفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى *** لُعَابُ الأَفَاعِي في مَسِيلِ فُرَاتِ
فَجَاءَتْ كَثَوْبٍ ضَمَّ سَبْعِينَ رُقْعَةً *** مُشَـــكَّلَةَ الأَلْــــوَانِ مُخــْتَلِفَاتِ
إِلَى مَعْشَرِ الكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ *** بَسَطْتُ رَجَائي بَعْدَ بَسْطِ شَكَاتي
فإمَّا حَيَاةٌ تَبْعَثُ المَيْتَ في البلَى *** وَتُنْبتُ فـي تِلْكَ الرُّمُـوسِ رُفَاتي
وَإِمَّا مَمَاتٌ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ *** مَمَـاتٌ لَعَمْــرِي لَـمْ يُقَسْ بمَمَاتِ
"(لغة الضاد)"
شعر جاك صبري الشماس
هام الفـؤاد بروضـك الريان *** أسمى اللغات ربيبة القرآن
أنا لن أخاطب بالرطانة يعربا *** أو أستعير مترجماً لبياني
أودعت فيك حشاشتي ومشاعري *** و لأنت أمي والدي وكياني
لغة حباها الله حرفاً خالداً *** فتوضعت عبـقاً على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عـزةً *** وتسيل شهداً في فم الأزمان
فاحذر أخي العربي من غـدر المدى *** واغرس بذور الضاد في الوجدان
ماكان حرفك من "فرنسا" يقتدي*** أو كان شعرك من بني "ريغان"
ولئن نطقت أياً شـقيقي فلتقـل*** خيـر اللغات فصـاحة القرآن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق